cropped-Logo-1.png

الزوجة “المثالية” في مجتمعات محافظة: “صفحة بيضاء” تُمتّع ولا تَستمتع

تحاول محاكاة الوضعية التي قيلت لها، وتفشل مراراً، ويعبّر زوجها عن دهشته لجهلها الجنسي قائلاً: “إنتي جاية لي بيضا خالص”.

تحكي راجية  لـ”رصيف22″، مثل معظم من التقينا بهنَّ، غالبيتهن من طبقات تصف نفسها بـ”المحافظة”، تُعاني نساؤها ولكن في صمت، وقد لا يستطعن البوح لصديقاتهن أو لأهلهن، حيث يعتقد البعض بعدم جواز حديث المرأة عن متعتها الجنسية.

وحش خرافي اسمه “الجنس”

راجية، 33 عاماً وهي زوجة وربة منزل، تروي أنها قبل أكثر من 10 أعوام زُفَّت من قريتها بمحافظة الدقهلية المصرية إلى قرية زوجها في المحافظة ذاتها.

لم تكن لدى راجية خلفية كافية عن العملية الجنسية، لذا قضت ليلتها تُنصت إلى زوجها، وَتَتبع قوله.

لم يكن الجنس يوماً محلّ نقاش في حياة راجية الزوجية، ولا حتى في يومها الأخير الذي قضته بمنزل عائلتها. تلقَّت تعليمًا متواضعًا، يؤهّلها فقط للقراءة والكتابة، وعندما بلغت بدايات العشرينات من العمر أخبروها أنّ وقت الزواج قد حان.

راجية كما غالبية بنات قريتها والقرى المحيطة، لا تصل معظمهنّ إلى الجامعة، تحول العادات دون حدوث ذلك أحيانًا، ومفاهيم الفتيات عن النمط المفترض بهنّ أن يعشنه، مثل أنّ “مصير البنت الجواز” كما يقال لهنّ دائماً.

واليوم، تدرك راجية المعنى الذي أُخفي عنها حول ممارسة الجنس في الزواج، على مدار الأعوام السابقة، أنجبت طفلين، وعرفت الطريقة التي تُمارَس بها الجنس، لكنها لاتزال تفتقر إلى الشعور بالمتعة الجنسية.

تشبّه راجية علاقتها مع زوجها، بما يقوم به القطط، لا حميمية تُذكر، لأن زوجها لا يغازلها أو يداعبها قبل الممارسة، ومساحة النقاش معه محدودة، ولم يألفا التعبير عن مشاعرهما وأفكارهما الحميمية.

يسخر زوج راجية من أحاديث ضيوف التلفاز عن الحياة الزوجية، أساليب التربية الحديثة، أو أهمية التفاهم بين الرجل والمرأة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *